الآية التاسعة عشرة:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)}.{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ}: الأمر بهذا الجهاد أمر لأمته من بعده وجهاد الكفار يكون بمقاتلهم حتى يسلموا، وجهاد المنافقين يكون بإقامة الحجة عليهم حتى يخرجوا عنه ويؤمنوا باللّه.وقال الحسن: إن جهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم. واختاره قتادة.قيل في توجيهه: إن المنافقين كانوا أكثر من يفعل موجبات الحدود.وقال ابن العربي: إن هذه دعوى لا برهان عليها، وليس العاصي بمنافق، إنما المنافق بما يكون في قلبه من النفاق بما لا تتلبس به الجوارح ظاهرا، وأخبار المحدودين تشهد بسياقها أنهم لم يكونوا منافقين.{وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} الغلظ: نقيض الرأفة، وهو شدة القلب، وخشونة الجانب.قيل: وهذه الآية نسخت كل شيء من العفو والصبر والصفح، وفي التحريم مثلها.